الجمعة 17 نوفمبر - تشرين الثاني - 2000

رعاية القطيع


« فأتى الرعاة وطردوهن. فنهض موسى وأنجدهن، وسقى غنمهن » (خر17:2)

لقد طرد هؤلاء الرعاة، قساة القلوب، بنات كاهن مديان! ويا لها من صورة ترسم أمامنا بدقة شديدة ما يجرى حولنا اليوم، فالرعاة الجسديون - غير المؤمنين - عوضاً عن أن يجعلوا كلمة الله مُتاحة للجميع بقوة الروح القدس، نراهم بكل أسف يمنعون النفوس المتعطشة الجائعة، ويحرمونها من الطعام الروحي المناسب والضروري لنمو النفس وبركتها.

وهنا نرى رجلاً قد تخلى عن أمجاد قصر فرعون، مُتحداً نفسه بشعب الله، وفى عمل الله لا مجال للجسد أو الذات، الكل ينبغي أن يوضع على المذبح! وبالإيمان ترك موسى مصر وأمجادها، وها هي الفرصة مواتية لتقديم خدمة، فعندما أتت البنات ليستقين ، ويملأن الأجران ليسقين غنم أبيهن، طردهن الرعاة الفاسدون. لكن موسى جاء لنجدتهن، وأنقذهن، وسقى غنمهن. وبوسعنا أن نتعلم الشيء الكثير من تصرف موسى هذا، فإن الناس حولنا كباراً وصغاراً، يحتاجون إلى نجدة عاجلة تتمثل في قراءة كلمة الله وفهمها. وبإمكاننا أن نخدم الرب إذ نتيح لهؤلاء الفرصة لدرس الكلمة وفهمها، إذ أن روح الله هو الذي يمنح الحياة للنفس الجائعة.

وماذا فعل الرب يسوع نفسه له المجد؟ لقد ظهر في المشهد، وأنقذ، وسقى القطيع. فإن خدمته على الأرض كانت تكريساً كاملاً لمجد الآب، ومساعدة المرضى، وشفاء السقماء « في اليوم الأخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلاً: إن عطش أحد فليُقبل إلىَّ ويشرب »
(يو37:7) .

ولنتأمل في المعطى الحقيقي، وفى العطية العُظمى. فإن الماء الذي يعطيه هو تبارك اسمه يكفى للنفس العطشانة. وهو مستعد في كل حين لأن يهبنا رياً بهذه المياه المجانية، ذاك الذي خدمنا بالحق.

ويا له نبعاً من البركة ذاك الذي نجده عندما نخدم نحن أيضاً ومعنا المياه الحية: المجانية والـمُحيية، الـمُشبعة والـمُروية!

نفـس السخـــي تسمــن والمـــروى أيضــاً يرتـــوي
والرب من أعلى السما لا ينسى ذا القلب النقي


 

كلاس روت

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS