الأربعاء 15 نوفمبر - تشرين الثاني - 2000

يسوع الفريد


« هذا حبيبي وهذا خليلي » (نش16:5)

كان المسيح جميلاً في اتضاعه. لقد كان هو الوحيد الذي له حق اختيار كيف وأين يولد في هذا العالم، ولكنه اختار أن يولد بين الفقراء. وكم كان وديعاً ومتواضعاً! قال « أنا بينكم كالذي يخدم » وقد غسل أرجل تلاميذه، وإذ شُتم لم يشتم عوضاً. كان كشاة تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه.

ولكن جماله يبدو أروع ما يكون في طريقه مع الخطاة. كم هو لطيف ولكن كم هو أمين في نفس الوقت! أتى إليه نيقوديموس الرئيس المعتد بمركزه، ولكنه لم يخرج من لدنه إلا وقد عرف جهله بأول خطوة في طريق الملكوت. على أنه لم يسمع كلمة قاسية ولا لفظاً جارحاً.

اتبعوه إلى بئر يعقوب في وقت الظهيرة واسمعوا حديثه مع المرأة السامرية - كيف شرح لها أعمق الحقائق بكل أناة، وكيف قادها بكل لطف وبكل محبة إلى اكتشاف داء الخطية الذي دمّر نفسها!

وفى غمرة آلامه على الصليب استطاع أن يسمع استغاثة اللص الملهوف، وكما يرجع القواد الظافرون من حروبهم في البلاد البعيدة ومعهم أشهر أسراهم، اكتفى الرب يسوع بأن يرجع إلى السماء ومعه نفس لص قاتل.

نعم « كله مشتهيات ». فكل عناصر الأخلاق الكاملة كانت فيه منسجمة في توازن جميل. فلطفه لم يخالطه ضعف، وشجاعته لم تمتزج بالقسوة. تأملوه أمام رئيس الكهنة وأمام بيلاطس وأمام هيرودس. انظروا إليه مكللاً بالشوك ومضروباً على الوجه ومجلوداً ومحتقراً، وهو في كل ذلك لا يفقد هيبته وجلاله.

وإني أسأل الخطاة الذين لم يخلصوا للآن أن يتبعوه إلى ما هو أبعد من هذا إلى هناك خارج أبواب أورشليم، وينظرونه مسمراً على الصليب ويسمعونه يطلب من الآب الغفران لقاتليه ويقول « قد أكمل ». وما معنى كل هذا؟ إنه « حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة ». ومَنْ يؤمن به له حياة أبدية
». إنه مخلصي وحبيبي، فهل تقبله أنت مخلصاً وحبيباً لك؟

مسحَ الدمعَ السكيب من عيون البسطـاء
غافــراً كــل الخطايـــا شافياً مَنْ فيــه داء
رافعـــاً كــل البلايــــا دافعاً عنك الشقاء


 

سكوفيلد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS