الأربعاء 25 أكتوبر - تشرين الأول - 2000

هل أنت مستعد؟


« النمل طائفة غير قوية ولكنه يعد طعامه في الصيف » (أم25:30)

إن حكمة النمل هي الاستعداد للمستقبل، لذلك فالنملة تحرص أن تخزن ما سوف يكون طعاماً لها بعدما تمضى أيام الصيف البهيجة، وتأتى أيام الشتاء الباردة، حيث يصعب عليه السعي للحصول على الطعام. والإنسان يُظهر هذه الحكمة عينها في الأمور المادية. فهو يعمل حساباً للأيام القادمة، يوم تعوقه الصحة المتهدمة والشيخوخة الهارمة عن الكد الدائب.

ولكن أليس هو أمراً يدعو للدهشة أن الناس الذين يُظهرون هذا الاهتمام العجيب فيما يتصل بأمور هذه الحياة، يغفلون عن إظهار مثل هذا الاستعداد إزاء أبدية لا تنتهي؟! أبدية تنبئ كل لحظة تمضى، أنها أقرب مما يظنون؟! وإذ ينسون العصور التي تعقب هذه الحياة القصيرة، يضيعون الفرص الذهبية التي لن تعود، ويندفعون متجاهلين حاجة نفوسهم وحقيقة الخطر المرعب الذي بعد الموت، ومكتوب « كما وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة، هكذا المسيح أيضاً بعدما قُدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه » (عب27:9، 28). هنا نقرأ عن خطر داهم قادم، كما نقرأ عن واحد يستطيع هو وحده أن يخلـّص منه. لكن غالبية الناس لا يعنون إلا بهذا الحاضر العابر ويغفلون المستقبل الأبدي.

ولمثل هؤلاء تنادى النملة الصغيرة نداءً صارخاً في آذان مَنْ يصغي، « اهربوا من الغضب الآتي ». « استعدوا للقاء إلهكم ». النملة كارز عملي أيضاً لأنها تعلـّم بالعمل. فإذ تأبى على نفسها أن تفلت من يديها ساعات الصيف الذهبية، كما يفعل العابثون من الناس الذين يضيعون شبابهم دون أن يتهيأوا للأبدية. فإنها بكل أمانة تستغل الحاضر للمستقبل.

هي حكيمة حقاً، تصور ما يجب على الناس أن يتعلموه. فإذا كان القارئ لم يخلص بعد، إذا لم يكن قد أتى بعد إلى المسيح لتصفية أموره الأبدية، فليسمع صيحة رئيس النوتية في آذان النبي الهارب « مالك نائماً؟ قم اصرخ إلى إلهك »
(يون6:1) . فإذا لم تسارع باليقظة فإنك ستستيقظ وقد فاتتك الفرصة يوم تعلم أن أيام الاستعداد قد انتهت. والأبدية قد بدأت وأنت بعد لم تخلص وتبقى بدون المسيح إلى الأبد!


 

هـ.أ. أيرنسايد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS