الأربعاء 26 يناير - كانون الثاني - 2000

الدعوة العجيبة


« ولكن لما سُر الله الذي أفرزنى من بطن أمي ودعاني بنعمته » (غل15:1)

منذ فترة وجيزة وبينما أنا أقرأ هذه الآية، لفتت انتباهي بشدة هذه العبارة المؤثرة « دعاني بنعمته ».

ويا له من أمر مدهش حقاً! هل الله العظيم يدعو شخصاً نظيري؟! هل لخاطئ مثلى هذه الدعوة العجيبة؟

كيف يكون هذا؟ الإجابة بكل بساطة هي أنه « دعاني بنعمته ». فعندما أخطأ آدم وحواء بعصيان الرب وعدم إطاعة كلامه، نقرأ دعوة الرب الإله لهما « فنادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت؟ »
(تك9:3) . فالله في نعمته أخذ يبحث عنهما رغم كونهما خاطئين.

فهو « إله كل نعمة » الذي يبحث بمحبة قلبية عن خلائقه المسكينة الخاطئة. فالله لم يدعُ بولس لكونه أحسن أخلاقاً وتربية من غيره، ولا لمركزه الأدبي الرفيع في المجتمع كشخص يتمتع بالجنسية الرومانية، وينتمي إلى جماعة الفريسيين. أو لأنه كان متقدماً في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابه وكان أوفر غيرة في تقليدات آبائه
(غل14:1) .

كلا! ولكن الله دعاه بالنعمة، والنعمة فقط!

وهكذا الحال معنا نحن أيضاً. فكلنا قد دُعينا بالنعمة، ومن فرط كرم قلب الله، لأنه مكتوب « لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم، هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد » (أف8:2،9). ولكن هذا ليس نهاية المطاف. فغرض الله من دعوتنا للخلاص وقبولنا شخص المسيح كالفادي والمخلص، هو أن نذيع تلك الأخبار السارة، والبشارة المفرحة لكل القلوب، والتي علينا أن نذيعها للكل. كقول السيد « اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها »
(مر15:16) . فهذه هي مسئوليتنا نحن الذين تمتعنا بالخلاص العظيم.

وتوجد أغراض أخرى كثيرة إليها قد دُعينا. فدعونا نذكرها ونتأمل فيها لتلذذ نفوسنا وتعزينا :-

(1) دُعينا للقداسة
(1بط15:1) .

(2) دُعينا للسلام
(1كو15:7) .

(3) دُعينا إلى شركة المسيح
(1كو9:1) .

(4) دُعينا للآلام
(1بط21:2) .

فيا لها مـن دعـــــوةٍ ساميـــة المقـــــام
فيها لنا كل الغنـــى والمجد والســلام


 

ب.ى. هول

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS