قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

24

تطهير الأرض وبركتها

الآن نحاول الوصول إلى نتيجة محددة فيما يتعلق بصورة المستقبل النبوية كما يرسمها الروح القدس في العهد القديم. فمن المحتم أن نفعل هذا إذا كنا نريد أن نفهم فهماً صحيحاً النبوات المنتشرة في صفحاته الخاصة بالدينونة القادمة.

وأول ما نلاحظه هو أن الأفق في العهد القديم أفق أرضي لا يمتد إلى السماء ولا إلى جهنم. صحيح أنه يقال فيه عن نفوس الراحلين إنها في الهاوية، ولكن الهاوية فيه لا زالت أرض الظلام، أرض لم يستكشفها أحد ولا يعرف عنها الأحياء إلا القليل. وكذلك يقال فيه إنه سيكون هناك قيامة وأن الفادي أو الولي سيقوم على الأرض في اليوم الأخير وأن أيوب سيراه (أي 26:19). ولكن ليس هناك أي إعلان صريح عن السكن في السماء، ولا عن جهنم بمعناها الصحيح. لست أقول إنه لم تكن هناك معتقدات بشأن هذه الأمور، ولكن هذا ما سيأتي الكلام عنه فيما بعد.

يكفي أن نورد هنا نصاً أو نصين نرى فيهما أفق العهد القديم ومداه.

أولاً، يقول المرنم «السماوات سماوات للرب. أما الأرض فأعطاها لبني آدم» (مز 16:115) وليس هناك أي نص خلاف هذا، سوى أن أخنوخ لم يمت بل أن الرب نقله، وأن إيليا صعد في مركبة من نار إلى السماء. ولكن لا يقال في أي مكان إن السماء ستكون مسكناً للناس. إن الله يسكن هناك، ولكن إلى جبله «جبل الرب» يصعد الأبرار، وفي «موضع قدسه» على الأرض يقومون (مز 3:24) و«صهيون» هي مكان راحة الرب و«مسكنه» إلى الأبد (مز 13:132، 14).

أما عن الدينونة أو المجازاة فيقال: «لأن عاملي الشر يقطعون، والذين ينتظرون الرب هم يرثون الأرض. بعد قليل لا يكون الشرير. تطلع في مكانه فلا يكون. أما الودعاء فيرثون الأرض، ويتلذذون في كثرة السلامة» (مز 9:37 - 11). وأيضاً «هوذا الصديق يجازَى في الأرض، فكم بالحري الشرير والخاطئ!» (أم 31:11).

هذا هو الهدف العام في العهد القديم، وهو أن الإله العادل سيطهر الأرض بالدينونة ويجعلها مسكن البر والسلام. أما الأشرار فيقطعون منها أصلاً وفرعاً. وتمتلئ كل الأرض بمجد الرب كما تغطي المياه البحر.

وهناك المواعيد. ولكن لمن هذه المواعيد؟ لاحظ جيداً، ليست هناك كلمة واحدة في العهد القديم عن بيت الآب أو السماويات. إن الميراث هو الميراث الأرضي لا سواه. والهدف المرتقب هو ما اعتدنا أن نسميه الملك الألفي، فلمن إذن مواعيد العهد القديم؟ بحسب منطوق العهد القديم نفسه هي مواعيد الشعب الأرضي. وإليك بعض النصوص: «في المستقبل يتأصل يعقوب. يزهر ويفرع إسرائيل، ويملأون وجه المسكونة ثماراً»، «ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتاً في رأس الجبال، ويرتفع فوق التلال، وتجري إليه شعوب. وتسير أمم كثيرة ويقولون: هلم نصعد إلى جبل الرب، وإلى بيت إله يعقوب، فيعلمنا من طرقه، ونسلك في سبله. لأنه من صهيون تخرج الشريعة، ومن أورشليم كلمة الرب. فيقضي بين شعوب كثيرين. ينصف لأمم قوية بعيدة، فيطبعون سيوفهم سككاً، ورماحهم مناجل. لا ترفع أمة على أمة سيفاً، ولا يتعلمون الحرب فيما بعد. بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته، ولا يكون من يرعب، لأن فم رب الجنود تكلم» (إش 6:27؛ مي 1:4 - 4).

وهكذا يُختم بخاتم الرب حق الشعب القديم في مواعيد العهد القديم. وإذا كنا لا زلنا في أي شك من جهة هذه النقطة، فلندع رسول الأمم يؤكد لنا إن كان اسم الشعب هنا رمزياً أم حرفياً. يقول الرسول مؤكداً: «فإني كنت أود لو لأكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد، الذين هم إسرائيليون، ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد» (رو 3:9، 4).

فإذا كنا لا نشك فيمن كانوا أنسباء بولس حسب الجسد فلا يمكن بالتالي أن يكون لدينا أي شك فيمن هم أصحاب «مواعيد» العهد القديم هذه. إنهم حرفياً الشعب القديم الأرضي رغم تشتتهم في الوقت الحاضر. ولتحقيق هذه المواعيد لا بد بطبيعة الحال من جمعهم وتجديدهم. وهذا ما سيتم، ولكن من الشيِّق والمهم أن نسأل متى سيتم هذا الرجوع والتجديد القومي؟

والكتاب لا يتركنا في أقل شك بشأن هذه النقطة أيضاً. فإن الرسول نفسه يخبرنا ما يبدو غريباً وصعباً قبوله الآن وهو أن هذا الرجوع والتجديد القومي لن يكون بفعل الإنجيل كما ينادي به في الوقت الحاضر. بل بالعكس يخبرنا أن القساوة الجزئية التي حصلت لهذه الأمة لن تبطل وأن «جميع» الشعب لن يخلص «إلى أن يدخل ملؤ الأمم»، ثم يردف هذا بالقول «من جهة الإنجيل هم أعداء من أجلكم، وأما من جهة الاختيار فهم أحباء من أجل الآباء، لأن هبات الله ودعوته هي بلا ندامة» (رو 25:11 - 29).

وهكذا يثبت القصد الإلهي كما هو معلن في الأسفار القديمة. الله لم يرفض شعبه. ومع ذلك فنصيبهم في الوقت الحاضر القساوة الجزئية أو العمى الجزئي، وهم أعداء (هكذا يحسبهم الله) فيما يتعلق بالإنجيل، ولن يخلص «جميع» الشعب إلا بعد أن يكون ملء الأمم (أي عدد الأمم الكامل) قد تم وخلص بواسطة الإنجيل.

وهنا يأتي السؤال: إذا لم يكن تجديدهم بالإنجيل فبأية وسيلة إذن؟

يجيبنا الكتاب:

«فينظرون إلىَّ، الذي طعنوه، وينوحون عليه كنائح على وحيد له، ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره. في ذلك اليوم يعظم النوح في أورشليم .. وتنوح الأرض عشائر عشائر على حدتها .. في ذلك اليوم يكون ينبوع مفتوحاً لبيت داود ولسكان أورشليم للخطية وللنجاسة» (زك 10:12، 1:13).

ومتى ينظرون المسيح هكذا، وكيف؟ هل بعين الإيمان، عين الذهن فقط، أم بعين العيان، العين الحرفية؟ هذا يجيبنا عليه الكتاب أيضاً قائلاً: «هوذا يأتي مع السحاب،
وستنظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض
» (رؤ 17:1).

هنا نرى توبة الشعب الأرضي القومية وكيف تتم. إنها تتم عندما يأتي الرب يسوع وتنظره عيونهم. ويتضح من هذا أن بركة ذلك الشعب وبركة الأرض، تتبع، وليست تسبق، ما نتوقعه نحن المسيحيين من تتميم مواعيد سماوية لا أرضية. وهكذا نرى كيف أن الإنجيل، كما ينادى به في الوقت الحاضر، لا بد أن ينتهي ويدخل ملء الأمم. كما نرى أيضاً كيف تنسجم الحقائق الكتابية جميعاً لأنها حقائق. فالتدبير الإنجيلي الحاضر هو فترة عرضية كأنها جملة بين قوسين في تاريخ شعب الله النبوي، أو بالحري فترة توقف جريان مواعيد ذلك الشعب - نقول توقـف فقط - لأن ذلك التاريخ سيعود ويتصل ويجري في مجراه المرسوم فور انتهاء التدبير الإنجيلي الحاضر إلى أن تتم جميع المواعيد القديمة تتميماً كاملاً.

ذلك هو صوت الكتاب كله. فالأصحاح الأخير من سفر زكريا يؤكد بما لا يترك مجالاً لأي شك أن الرب الإله مع قديسيه سوف يكون قد جاء وأن قدميه تكونان قد استقرتا على جبل الزيتون قبل أن يصير «مَلكَاً على كل الأرض» و «في ذلك اليوم يكون الرب وحده واسمه وحده».

كذلك يتكلم المزمور الثاني بكل جلاء عن الأمم وقد أُعطوا ميراثاً للمسيح وأقاصي الأرض مُلكاً له. ولكن هناك نقطة طالما لا نلاحظها بوضوح ولعل السبب في ذلك أننا نقتبس هذا المزمور دائماً باعتباره نبوة عن المُلك الألفي السعيد، وتلك النقطة هي أن المسيح، لكي يأخذ المُلك المُشار إليه، لا بد وأن «يحطمهم بقضيب من حديد ومثل إناء خزَّاف يكسرهم». وسفر الرؤيا يضيف بكل وضوح الوعد لمن يغلب أنه سيشارك الرب في هذا القضيب من حديد. (رؤ 25:2 - 27).

لذلك نلاحظ أنه عندما يُرى الرب في مشاهد الجزء الأخير من سفر الرؤيا خارجاً من السماء لدينونة الأرض (رؤ 19) يحدث هذا بعد أن يكون عرس الخروف قد تم في السماء، وأن أجناد السماء التابعين للراكب على الفرس الأبيض يكونون لابسين البز الأبيض النقي الذي هو «تبررات القديسين». بعد ذلك يجيء وصف الحالة الألفية التي سنتعرف على تفاصيلها في حينه.

وليس من الممكن الإفاضة في كل هذه النقاط الآن. ولكن من المهم للغاية التنبيه إليها لكي ندرك إدراكاً صحيحاً وجود مرحلتين مختلفتين من الدينونة في فترتين مختلفتين، إذا اختلطتا ضاعت معالم صورة المستقبل النبوية واختلط علينا الموضوع كله. فهناك دينونة أحياء. وهناك دينونة أموات. وكل واحدة من هاتين الدينونتين متميزة عن الأخرى كل التميز. فدينونة الأحياء تتم عند ظهور الرب وقبل المُلك الألفي. أما دينونة الأموات فتتم بعد المُلك الألفي - ليس عندما يأتي الرب إلى الأرض، بل عندما تهرب الأرض والسماء (رؤ 19، 20) - دينونة الأحياء الغرض منها تطهير الأرض توطئة لبركتها ولكي يرثها الودعاء كما رأينا جزئياً. أما دينونة الأموات فهي المجازاة النهائية في ختام كل شيء عندما ينال كل من ليس له نصيب في «القيامة الأولى» قصاصه العادل.

وهنا ملاحظة في غاية الأهمية والخطورة وهي أن فصول العهد القديم التي تصف بصور منوعة وكثيرة هلاك الأشرار تتكلم عن دينونة الأحياء، وأن المستقبل النبوي في العهد القديم، كما رأينا، خاص ببركة الأرض، وهي البركة التي لا بد من إجراء الدينونة المشار إليها للتمهيد لها. فالأشرار المعاندون يبيدون من الأرض، وعندئذ يتعلم سكان المسكونة العدل أو البر (إش 9:26)، عندئذ يصبح ملكي صادقنا رئيس السلام. ولكن طابع الزمان الألفي هو السيادة المطلقة العادلة، حيث يخبرنا الكتاب أن قديسي القيامة الأولى يملكون، مع ذاك الذي يشغل مكانه العلني حينذاك كملك الملوك ورب الأرباب.

هناك لمحة واحدة إلى ما وراء هذه الحالة الألفية في نبوات العهد القديم، ولكننها مجرد لمحة. ففي إشعياء 17:65، 22:66 يعلن الرب قائلاً: «هأنذا خالق سماوات جديدة وأرضاً جديدة، فلا تذكر الأولى ولا تخطر على بال» ولو أن الآيات التالية ترجع بصورة واضحة إلى الحالة الألفية قبل أن تُبطَل الخطية والموت نهائياً. كذلك يقرن الأرض الجديدة بمواعيد الشعب الأرضي قائلاً «لأنه كما أن السماوات الجديدة والأرض الجديدة التي أنا صانع تثبت أمامي، يقول الرب، هكذا يثبت نسلكم واسمكم» والآية التالية بعدها ترجع إلى الملك الألفي. والتوسع الوحيد في هذه النقطة نجده في رؤيا 1:21 - 5 ولكننا لا نستطيع الإفاضة فيه الآن. وإنما نحن نشير إليه مجرد إشارة لكي بالمقارنة ندرك مدى ما كان يذهب إليه العهد القديم في هذا الموضوع.

وكما قلت سابقاً إنه إلى دينونة تطهير الأرض التي تمهِّد للبركة الألفية تشير مجموعة كبيرة من الفصول التي يستند عليها القائلون بفناء الأشرار. وعندما يكون الفكر منحصراً في «يوم دينونة» واحد لا غيره - وأن تلك الدينونة هي دينونة الأموات بعد القيامة - فلا غرابة إن كانت مثل هذه الفصول تبدو وكأن لها قوة في هذا الاتجاه. ولكن هذه القوة تتلاشى وتتبدد فور إدراكنا لتطبيقها الصحيح. وهذا ينطبق أيضاً على بعض فصول العهد الجديد كما ينطبق بصفة عامة على العهد القديم. وما دمنا نتكلم الآن عن العهد القديم، فلنتأمل في بعض هذه النصوص وسنجد أنها توضح بما لا يقبل الجدل صدق الحقائق التي أشرنا إليها.

(1) شهادة المزامير:

إن المزامير تفيض بالإشارات إلى ذلك الزمان. وإذ نتجاوز المزمورين الثاني والثامن، اللذين مرتبطين معاً يعطياننا مجمل الصورة النبوية ننتقل إلى التأمل بأكثر تفصيل في أقوال المزمور التاسع:

«لأنك أقمت حقي ودعواي. جلست على الكرسي قاضياً عادلاً. انتهرت الأمم. أهلكت الشرير. محوت اسمهم إلى الدهر والأبد .. أما الرب فإلى الدهر يجلس. ثبت للقضاء كرسيه. وهو يقضي للمسكونة بالعدل. يدين الشعوب بالاستقامة .. رنموا للرب الساكن في صهيون، أخبروا بين الشعوب بأفعاله .. الأشرار يرجعون إلى الهاوية، كل الأمم الناسين الله» (ع 4 - 17).

هذه الأقوال لا تحتاج إلى تفسير إذا نحن فقط قرأناها حرفياً كما هي ولم نكملها بعبارات أخرى تتعلق بموضوع مختلف كل الاختلاف.

وقد وردت الإشارة أكثر من مرة إلى المزمور السابع والثلاثين وهو المزمور الذي يجب أن يقرأ بالعلاقة مع موضوعنا. ولكن دعنا ننتقل إلى المزمور الثامن والخمسين ونصغي إلى لغته التي يقتبسها البعض للتعبير عن العقاب الأبدي. ولكن الموضوع في الحقيقة هو دينونة الأعداء الأحياء:

«اللهم، كسّر أسنانهم في أفواههم. اهشم أضراس الأشبال يا رب. ليذوبوا كالماء، ليذهبوا. إذا فوّق سهامه فلتنب. كما يذوب الحلزون ماشياً. مثل سِقط المرأة لا يعاينوا الشمس. قبل أن تشعر قدوركم بالشوك، نيئاً أو محروقاً، يجرفهم. يفرح الصديق إذا رأى النقمة. يغسل خطواته بدم الشرير. ويقول الإنسان: إن للصديق ثمراً. إنه يوجد إلهٌ قاضٍ في الأرض» (ع 6 - 11).

وبطريقة مماثلة تتكلم المزامير 83، 101، 118، 114 ولكن لا جدوى من استمرار اقتباس الشواهد من نفس النوع، فلننتقل قليلاً إلى الأنبياء.

(2) شهادة الأنبياء:

يصف إشعياء في أصحاحاته الأولى «يوم رب الجنود» بالعلاقة مع كبرياء الإنسان، وهنا أيضاً نجد نفس التعبيرات:

 

«لذلك يقول السيد رب الجنود عزيز إسرائيل: آه! إني أستريح من خصمائي وأنتقم من أعدائي .. صهيون تُفدى بالحق، وتائبوها بالبر. وهلاك المذنبين والخطاة يكون سواء، وتاركو الرب يفنون» (إش 24:1 - 28).

وأيضاً في أصحاح 11:

 

«ويخرج قضيب من جذع يسى، وينبت غصن من أصوله، ويحل عليه روح الرب .. فلا يقضي بحسب نظر عينيه، ولا يحكم بحسب سمع أذنيه، بل يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويُميت المنافق بنفخة شفتيه» (ع 1 - 4).

ويلي ذلك وصف الصورة المعروفة عن السلام الألفي حيث يسكن الذئب مع الخروف .. الخ وحيث يُعاد ثانية جمع واتحاد أفرايم مع يهوذا.

وحزقيال يعطينا مبادئ هذه الأحكام ويطبقها على معاملات الله مع إسرائيل. انظر بصفة خاصة أصحاح 33. ولكننا لو أشرنا إلى الفصول التي تعالج الأحكام نفسها لضاقت صفحاتنا عن أن تسعها. فالموضوع هو موضوع الأنبياء بصفة خاصة وهو يهدف إلى بركة الأرض والشعب القديم في المستقبل المرتقب. ولكن هناك شهادة واحدة من آخر نبوات العهد القديم يظلمها أصحابنا إذ يطبقونها على الهلاك الأبدي، نقتبسها قبل أن نترك الموضوع نهائياً، وهاك هي:

«فهوذا يأتي اليوم المتقد كالتنور، وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشاً، ويحرقهم اليوم الآتي، قال رب الجنود، فلا يبقى لهم أصلاً ولا فرعاً. ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها، فتخرجون وتنشأون كعجول الصيرة. وتدوسون الأشرار لأنهم يكونون رماداً تحت بطون أقدامكم يوم أفعل هذا، قال رب الجنود» (ملا 1:4 - 3).

والآن، كما هو واضح من هذه الأقوال، هذا هو زمان فجر الأرض ونهارها المبارك، زمان شروق الشمس بأشعتها الذهبية الشافية، إنه في الوقت الحاضر «ليل» ولو أنه ليل «قد تناهى» - وهذا يجعل الفصل الذي أمامنا الآن متمشياً مع سائر الفصول النبوية الأخرى التي سبقته بشأن نفس تلك الفترة من الزمان. وهي كلها تدور حول دينونة الأرض توطئة لبركة الأرض.

بقي علينا أن نتأمل في مدى ارتباط نظام العهد القديم الرمزي بالموضوع الذي نحن بصدده.

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.