لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

يســــــــ يهوه ـــــــــوع

العهد القديم

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».

الباب الثالث

الثالوث الأقدس إلهنا الواحد من الأزل وإلى الأبد

الفصل السابع عشر

(مزمور 6:45و7)

الأقانيم كالله الواحد في المُلك

يقول النبي في التوراة « كرسيك يا ألله (إيلوهيم) إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب مُلكك. أحببت البر وأبغضت الإثم، من أجل ذلك مسحك الله (إيلوهيم) إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك » (مزمور 6:45و7) والرسول بولس في رسالته إلى العبرانيين يخصص هذا الفصل للابن فيقول « وأمّا عن الابن » أو حسب الحاشية « وأمّا للابن » فيقول النبي بالروح « كرسيك يا ألله (أثيوس اليونانية ترجمة إيلوهيم العبرانية) إلى دهر الدهور » (عبرانيين 8:1)

ولكن من أين في مزمور 45 هذا استدل الرسول ملهماً على أن هذا الخطاب هو لله الابن وليس لله الآب رغم أنهما الله الواحد؟ استدل على ذلك من أن الروح القدس بينما يخاطبه في المزمور كالله في ع 6 بقوله « كرسيك يا ألله (إيلوهيم) إلى دهر الدهور » وفي ع 17 بقوله « أذكر اسمك في كل دور فدور. من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى الدهر والأبد » (قابل خروج 15:3)، يخاطبه في ذات الوقت كالإنسان الممسوح ملكاً بقوله له في ع 6و7 « قضيب استقامة قضيب مُلكك. أحببت البر وأبغضت الإثم، من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك ». وهذا يتحتم معه أن الذي خوطب كالله قد تجسد وصار إنساناً شاغلاً مركز العبد لله، وبما أن الذي تجسد وصار إنساناً ومُسح ملكاً هو الابن وليس الآب حسبما جاء في مزمور 11:132، 6:2و7، لوقا 31:1و32 ينتج أن المخاطَب هنا كالله في القول « كرسيك يا ألله » هو الابن، كما ينتج، بالتبعية، أنه كما أن الآب هو الله (إيلوهيم) كذلك الابن هو « الله (إيلوهيم) » رغم أنه متجسد ومخاطَب كإنسان في قول النبي له عن الآب « الله إلهك »

وفي قول النبي له ملهماً بالروح « من أجل ذلك مسحك الله بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك » (مزمور 7:45) قصد بدهن الابتهاج الروح القدس الذي مسحه الله الآب به للمُلك كما قال هو « روح السيد الرب عليَّ، لأن الرب مسحني » (إشعياء 1:61 قابل لوقا 17:4و21، مزمور 6:2، أعمال 38:10). وقد مر بنا أن الروح القدس الذي هو المسحة التي مُسح بها المسيح هو الله أيضاً، إذن، من واقع مزمور 45 وما يقابله واضح أن الآب هو الله والابن هو الله والروح القدس هو الله.

وإزاء مخاطبة النبي بالروح للابن قائلاً « كرسيك يا ألله (إيلوهيم) » ربما يقال أن الله أعطى القضاة والملوك والحكام اسم آلهة بمعنى رؤساء على غيرهم من قبله في قوله تعالى لهم « أنا قلت: إنكم آلهة وبنو العليَّ كلكم. لكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون » (مزمور 6:82) كما قال تعالى لموسى « أنا جعلتك إلهاً لفرعون » (خروج 1:7) وعليه فالمسيح الملك كالقاضي أو الرئيس العتيد يخاطَب في هذا النص بالقول « يا ألله » لا لأنه الله ذاته بل لأنه واحد من القضاة المدعوين آلهة كموسى مثلاً، فيُدعى الفرد منهم بطبيعة الحال بمفرد الكلمة وهو إله فنقول موسى مثلاً، جُعل إلهاً لفرعون أي أنه إله مجعول أو مصنوع أي إله بالاسم فقط وليس بالفعل، وقبل ذلك لم يكن إلهاً لأحد لا بالاسم ولا بالفعل. وجُعل إلهاً لفرعون فقط وليس للكل، وبعد غرق فرعون لم يعد موسى إلهاً لأحد.

أمّا الابن فلم يُجعل إلهاً بل هو « الكائن » أي بطبيعته منذ الأزل « على الكل » وليس لفرعون فقط.

« إلهاً » وفي الأصل « الله » بأداة التعريف يعنى الله الحقيقي « مباركاً » أي معبوداً « إلى الأبد » وليس إلى حين (رومية 5:9).

هذا فضلاً عن أنه وإن كان تعالى قد أطلق لقب « إله » على القاضي كممثل له إلا أنه تعالى لم يطلق عليه أبداً اسمه المفرد الدال على التفرد بالذات وهو (يهوه)، في حين أطلق هذا الاسم على المسيح وحده في قوله له « وأنت يارب (يهوه) في البدء أسست الأرض » (مزمور 12:102و25 مع عبرانيين 8:1و10) مما يدل على أن الابن هو يهوه كالآب تماماً.

وإن قال المدعون بأنهم شهود يهوه أنه كما قيل عن موسى أن الله جعله إلهاً قيل أيضاً عن يسوع لليهود « الله جعل يسوع هذا، الذي صلبتموه أنتم، رباً ومسيحاً » (أعمال 36:2) قلنا، واضح من هذه العبارات أن يسوع جُعل رباً ومسيحاً لا قبل تجسده كابن الله بل بعد تجسده كابن الإنسان في السماء، لأنه بعدما يقول كالمسيح الملك ابن داود عن موته كإنسان بالجسد « جسدي أيضاً سيسكن على رجاء » (أعمال 26:2) وعن قيامته بالجسد « لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فساداً » (أعمال 27:2) يقول الرسول « فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا، الذي صلبتموه أنتم، رباً ومسيحاً » (أعمال 36:2). أمّا قبل تجسده فلم يكن الأمر محتاجاً لأن يُجعل رباً إذ كان هو الرب بطبيعته منذ الأزل كما قيل له « أمّا أنت يارب (يهوه) فإلى الدهر جالس، وذكرك إلى دور فدور…من قدم أسست الأرض، والسماوات هي عمل يديك » (مزمور 12:102و25).

ولذلك قبل أن يُجعل كإنسان في السماء رباً ومسيحاً قُدم لسكان الأرض في ولادته كمن هو من الأصل الرب والمسيح، وهذا في قول الملاك للرعاة « وُلد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب » (لوقا 11:2). ولكن الأرض صلبته رافضة إياه كالمسيح أو الملك السرمدي (متى 19:27-38)، وكالرب أو الله الابن أو الإله السرمدي (متى 57:26-68). ولكنه إذ صُلب مرفوضاً من الأرض كالرب والمسيح أُقيم وأُصعد إلى السماوات ممجداً فيها اعترافاً له من الله الآب في السماء بحقه الشخصي والأزلي كالرب وكالمسيح، الحق الذي أنكرته عليه الأرض في صلبه لما جاءها متجسداً.

ويكفى للتمييز بين « الابن » وبين القضاة: أن هؤلاء آلهة بالاسم فقط بمعنى رؤساء أمّا هو فهو الله الحقيقي. فهو ليس منهم بل الرب إلههم كما قيل عنه « اسجدوا له يا جميع الآلهة » (مزمور 7:97) « لأن الرب ملك كبير على كل الآلهة » (مزمور 2:95). وهم مقامون منه كقوله تعالى « بي تملك الملوك، وتقضى العظماء عدلاً. بي تترأس الرؤساء والشرفاء، كل قضاة الأرض » (أمثال 15:8و16) هم يخطئون كقوله تعالى لهم « حتى متى تقضون جوراً؟ » أمّا هو فهو المعصوم.

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

المقدمة ، افتتاحية هامة، الباب الأول، الباب الثاني، الباب الثالث، 3-2 ، 3-3 ، 3-4 ، 3-5 ، 3-6 ، 3-7 ، 3-8 ، 3-9 ، 3-10، 3-11 ، 3-12 ، 3-13 ، 3-14 ، 3-15 ، 3-16 ، 3-17 ، 3-18، الباب الرابع ، الباب الخامس ، الخاتمة.

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.