لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

جنة الرب

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

خادم الرب هاملتون سمث

منشورات بيت عنيا

رابعاً: جنة عطرة

          إن جنة الرب ليست فقط جنة أثمار نفيسة، ولكنها أيضاً جنة أطياب تفيح منها روائح السرور. ففي الكتاب يتحدث الثمر عن أمجاد المسيح، أما الأطياب مع عطرها فتتحدث عن السجود. حيث يكون المسيح الغرض الوحيد. ففي السجود ليس هناك تفكير في قبول عطايا من المسيح، بل تقديم تعبد قلوبنا له. عندما وجد حكماء المشرق أنفسهم في حضرة ذلك المولود الإلهي، "خروا وسجدوا له وقدموا له هداياهم. ذهباً ولباناً ومراً" (متى2: 11). كذلك عندما دهنت مريم قدمي يسوع بقارورة طيب كثيرة الثمن، فهي ليست كما في مناسبات سابقة كانت عند قدميه كمن تتلقى تعليماً، أو كمن تعطيه في تعبد قلبها الذي امتلأ ببركته، وأيضاً أن تكون عند قدميه لتتقبل منه التعزية في حزنها، ولكننا لا نقرأ في كلتا الحالتين عن الطيب وشذى رائحته. ولكن عندما كانت عند قدميه كساجدة تسكب طيبها، نقرأ "فامتلأ البيت من رائحة الطيب" (يوحنا12: 1-3).

          وعندما قدّم القديسون في فيلبي عطية للرسول، أظهروا بذلك حقاً شيئاً من كمالات المسيح- تعزية محبته ومشاركته، ولقد أظهر ذلك ثمراً متكاثراً لحسابهم. ولكن كان هناك في عطيتهم روح الذبيحة والسجود الذي هو نسيم رائحة طيبة، ذبيحة مقبولة مرضية عند الله، (فيلبي2: 1، 4: 17و18).

          وإذا أردنا في هذه الأيام أن تكون قلوبنا جنة الرب، فلا ننسى أن الرب لا يتطلع فقط إلى الثمار الثمينة للروح، التي تنتج فينا شيئاً من سماته الحلوة، بل أيضاً روح العبادة التي تصعد إليه رائحة طيبة.

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.