خمس حقائق عن الإيمان المسيحي

الفصل الثاني

ما معنى أن المسيح هو ابن الله

في الفصل السابق أن الله الواحد ثلاثة أقانيم الآب والابن والروح القدس, فالابن أقنوم إلهي أزلي. وموضوعنا الآن هو اسم «الابن» وما ي قص د به, وهذا نجده معلنا بوضوح في عدة فصول في الكتاب المقدس. وقبل كل شيء يجب أن نستبعد من أذهاننا بالتمام فكرة الولادة; فالابن ليس مولودا من الله في الأزل; لا ولادة روحية ولا طبيعية كما هو موجود في بعض الديانات الوثنية كديانة قدماء المصريين وغيرهم حيث يوجد إلهات زوجات للآلهة وبناء عليه يوجد أبناء للآلهة, وهذا ما يعترض عليه البعض, أن يكون لله ابن من "صاحبة" وهو ما ترفضه المسيحية تماما . فالمسيحية بعيدة كل البعد, وسامية كل السمو عن هذا التفكير, إذ هي روحية من كل الوجوه في عبادتها «نعبد الله بالروح.. ولا نتكل علي الجسد» (فيلبي 3:3) , وسلوكها بالروح «اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد» (غلاطية 5 :61), وبركاتها «روحية في السماويات» (أفسس 1 :3), والتمتعات الموعود بها المؤمنون تمتعات روحية سماوية لا أرضية. وكذلك بنوة الابن الأزلية بنوة روحية فريدة تدل علي المحبة, والمقام, والمعادلة للآب, وإعلان مجده وصفاته.

فأقنوم الابن هو المعلن لله الذي لا يمكن أن يعلنه سواه «الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب «أي موضوع محبته», «ابن محبته» (كولوسي 13:1) «هو خب ر (أي أعلن)» (يوحنا 18:1) . فالله الذي لا يمكن رؤيته يصبح من الميسور لنا رؤيته ومعرفته في أقنوم الابن «الله الذي ظهر في الجسد» (تيموثاوس الأولى 16:3) . «لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح» (كورنثوس الثانية 6:4) «بهاء مجده ورسم جوهره» (عبرانيين 3:1) . وهو «صورة الله» (كولوسي 1 :15) لذلك قال لفيلبس «الذي رآني فقد رأي الآب.. صدقوني أني في الآب والأب في» (يوحنا 9:14, 11).

ومدلول اسم «الابن» في إعلانه للآب كمدلول «الكلمة» من حيث إعلان الله, فنقرأ «في البدء (الأزل) كان الكلمة... وكان الكلمة الله» ثم نقرأ «والكلمة صار جسدا وحل بيننا (لكي يعلن الله)» (يوحنا 1: 1- 14 ) .

وبنوة المسيح شهد بها الكتاب في العهد القديم أيضاً . وأول إعلان عن ذلك نجده في المزمور الثاني مرتين حيث نقرأ «قال لي أنت ابني» وأيضاً «قبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق» (عدد 7, 12) ثم في (أمثال 4:30) «ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت». وكان اليهود يعرفون أن البنوة تعني المعادلة لله, لذلك أرادوا أن يقتلوا المسيح لأنه قال «إن الله أبوه معادلا نفسه بالله» (يوحنا 18:5) . ومرة أخري عندما قال «أعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي» تناولوا حجارة ليرجموه قائلين «وأنت إنسان تجعل نفسك إلها (الله) لأنه قال أبي» (يوحنا 31:10-33) . وقال له رئيس الكهنة عند محاكمته «أأنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع أنا هو» (مرقس 61:14, 62).

وقد ورد اسم «الابن» في الكتاب المقدس أربعين مرة بخلاف ما ذكر مضافا إلي الضمائر كقول الله «ابني» وقول الوحي «أرسل ابنه», وذكرت كلمة الابن الوحيد خمس مرات في إنجيل يوحنا وفي رسالته الأولى. ولسمو مقام الابن ومعادلته للآب بقول الرسول يوحنا «كل من ينكر الابن ليس له الآب أيضاً . ومن يعترف بالابن فله الآب أيضاً » (يوحنا الأولى 23:2) . ويقول الله في المزمور الثاني «أنت ابني» أزليا بلا بدء ولا كيفية لهذه البنوة, لا ولادة ولا خلق. ثم يقول «أنا اليوم ولدتك» وذلك بالتجسد مولودا من العذراء مريم. وقوله «أنت ابني» قبل قوله «أنا اليوم ولدتك» دليل علي وجوده أزليا قبل التجسد. ونجد هذا أيضاً في القول «لم ا جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا » (غلاطية 4 :4), وأيضاً «أرسل الله ابنه في شبه جسد الخطية» أي في جسد مثلنا ولكن خال من الخطية (رومية 3:8) .

فللمسيح إذا بنوتان; البنوة الأزلية التي تكلمنا عنها, وبنوته في الزمان بولادته من العذراء مريم حيث نقرأ قول الملاك جبرائيل لمريم «الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعي ابن الله» (لوقا 35:1) . وهذه البنوة تختلف عن بنوة كل البشر والملائكة لله كمخلوقاته, وتختلف أيضاً عن بنوة المؤمنين الروحية له كمن أخذوا طبيعته الأدبية « كل من يصنع البر مولود منه» (يوحنا الأولى 29:2) . ولذلك ي دعي المسيح «ابن الله الوحيد», وأيضاً «ابن واحدا حبيبا إليه» (مرقس 6:12) . أما عن المؤمنين في قال «أبناء كثيرين» (عبرانيين 10:2) ولا يقول المسيح لتلاميذه: أصعد إلي أبينا, بل «إلي أبي وأبيكم» (يوحنا 71:02) لأن بنوته متميزة, والمؤمنون يدعون «أولاد الله» (يو 12 :1,1يو 1 :3,2) وأيضاً «أبناء الله» (غلا 6:3) , أما المسيح فيقال له «ابن الله» فقط, فلا يقال الوالد والولد, بل «الآب والابن». والمسيح وحده هو الذي يدعي «ابن الآب» (رسالة يوحنا الثانية عدد3) لأن بنوته للآب أزلية «قبل كون العالم» (يوحنا 5:17) .

ونلخص فيما يلي بعض معاني بنوة الابن للآب; فهي تدل علي:

1- المحبة الأزلية الفريدة (يوحنا 20:5, 24:17, كولوسي 13:1, رسالة يوحنا الثانية 3 )

2- الوحدة في الصورة الإلهية (كورنثوس الثانية 4:4, فيلبي 6:2, كولوسي 15:1, عبرانيين 3:1, يوحنا 9:14).

3- المعادلة لله (يوحنا 7:5, 33:10).

4- الوحدانية في جوهر اللاهوت «أنا والآب واحد» ( يوحنا 30:01) .

5- المقام الإلهي (يوحنا 23:5, رسالة يوحنا الأولى 23:2).

6- أنها وحدانية فريدة لا مثيل لها (يوحنا 18:1) .

7- أنها وحدة سرية فائقة «ليس أحد يعرف الابن إلا الآب» ( متى 27:11) .

 

 

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.